الذكاء الاصطناعي | هل يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في مراجعة النظراء؟

نيسان/أبريل، 2024

تؤدي عملية مراجعة الأقران دورًا حاسمًا في الحفاظ على معايير الدقة والجودة في البحوث الأكاديمية. ومع ذلك، فإن النمو المستمر في مخرجات البحوث قد وضع ضغطًا هائلاً على هذا النظام مع تزايد عدد الأوراق البحثية التي تتطلب تقييم الخبراء كل عام. ويجد المراجعون أنفسهم يقضون المزيد والمزيد من الساعات في تمشيط البحوث المقدمة، ويستمر تراكم البحوث المتأخرة في التزايد. ومع معاناة الإنتاجية البحثية نتيجة لذلك، يبحث العلماء عن طرق لتبسيط مراجعة الأقران دون المساس بفائدتها. هل يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي حلاً من خلال مساعدة المراجعين أو أتمتة بعض المهام؟  

تستكشف دراسة جديدة من باحثين في إيطاليا والمملكة المتحدة هذا السؤال من خلال تطوير نظام ذكاء اصطناعي لتحليل قرارات مراجعة الأقران السابقة والتنبؤ بنتائج الأوراق البحثية الجديدة بناءً على الخصائص السطحية مثل اختيار الكلمات وسهولة القراءة والتنسيق. تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يلعب بالفعل دورًا داعمًا، مما قد يقلل من عبء عمل المراجعين دون أن يحل محل الحكم البشري. ومع ذلك، يثير الباحثون أيضًا اعتبارات مهمة حول التحيزات التي يمكن أن يقدمها هذا النهج عن غير قصد إذا لم يتم الإشراف عليه بشكل صحيح.

قام الفريق بجمع أكثر من 3300 ورقة بحثية في المؤتمرات إلى جانب درجات المراجعين وقرارات القبول من السنوات السابقة. وقد ركزوا على مؤتمرين رئيسيين للذكاء الاصطناعي من خلال منصة المراجعة المفتوحة OpenReview.net بالإضافة إلى مؤتمر الاتصالات اللاسلكية. واستخرجوا لكل ورقة بحثية ميزات سطحية مثل ترددات الكلمات ومقاييس سهولة القراءة وتفاصيل التنسيق بدلاً من الخوض في المحتوى. وقاموا بتدريب شبكة عصبية على هذه البيانات لاستنتاج قواعد تربط بين السمات ونتائج المراجعة.

ولاختبار النموذج، قاموا بفحص مدى قدرته على التنبؤ بتوصيات المراجعين البشريين للأوراق غير المرئية استنادًا إلى السمات السطحية فقط. ومن المثير للدهشة أن الدقة كانت عالية في كثير من الأحيان، مما يشير إلى وجود علاقة قوية بين الصفات السطحية ونتائج التقييم الإجمالية. فالأبحاث ذات الكتابة الأكثر وضوحاً والتنسيق المناسب، على سبيل المثال، كانت تميل إلى تلقي مراجعات أكثر إيجابية بشكل عام.

يشير هذا الارتباط إلى أن مثل هذه الإشارات السطحية قد تكون بمثابة وكلاء موثوق بهم للجودة العامة وفقًا للباحثين. من غير المرجح أن تحتوي الأوراق المقدمة بشكل جيد على عيوب أعمق، لذا فإن تقييم التقديمات المقدمة جزئيًا من خلال سهولة القراءة والمظهر يمكن أن يساعد في تبسيط عملية الفرز. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُشير إلى وجود مشاكل في إعادة الصياغة المبكرة دون إجراء مراجعات كاملة، مما قد يؤدي إلى تجنب التحيزات التي تسببها المشاكل السطحية. كما قد يقدم المشورة للمراجعين عديمي الخبرة من خلال الإشارة إلى مستويات الجودة المتوقعة.

وبطبيعة الحال، فإن الدراسة لها قيود. فقد ركزت على نطاق ضيق ولم تحاول التكرار الكامل لحكم الخبراء المعقد في مراجعة الأقران. علاوة على ذلك، فإن هذا النهج يخاطر بنشر التحيزات القائمة إذا سمحت الرقابة غير العادلة، حيث ترث النماذج الميول من بيانات التدريب الخاصة بها.

يقترح الباحثون عدة تطبيقات للحد من هذه المخاطر وإفادة العملية بشكل عام. يمكن أن تكشف تفسيرات الذكاء الاصطناعي عن الدوافع الضمنية وراء القرارات، مما يساعد في معالجة التحيزات. قد يكتسب المؤلفون نظرة ثاقبة حول القضايا التي تؤثر بشكل غير واعٍ على المراجعين لتحسين فرص النجاح في المستقبل. وقد يستخلص المحررون قواعد عامة لإدارة أفضل أيضاً.

هناك حاجة إلى إجراء تجارب مضبوطة تدمج توصيات الذكاء الاصطناعي في المراجعة المباشرة لفهم تأثيرات التفاعل بشكل كامل. كما يجب أن تحلل النماذج أيضًا نصوص المراجعة الكاملة والتغذية الراجعة بدلًا من ترددات الكلمات الرئيسية وحدها للحصول على منظور أكثر ثراءً. تظل مراعاة المعايير التخصصية مهمة أيضًا، حيث تختلف المعايير عبر المجالات في عرض الأبحاث.

ويرى الباحثون أن الذكاء الاصطناعي إذا تم بناؤه وتطبيقه بعناية مع الإشراف، يمكن أن يساعد المحررين بشكل مباشر في فحص الطلبات المقدمة بسرعة أكبر. فبالإضافة إلى التقاط الأخطاء التنسيقية والأسلوبية التي تم الإبلاغ عنها لإصلاحها دون مزيد من التقييم، قد يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في مطابقة الأوراق والمراجعين بشكل أفضل حسب الخبرة. وبالمثل، فإن الحد من المراجعات الزائدة عن الحاجة من خلال عمليات الرفض المكتبي الأكثر استنارة يمكن أن يوفر ساعات لا تحصى من المراجعين كل عام.

وفي الوقت نفسه، يجب إعطاء الأولوية للشفافية بحيث يتم شرح مبررات القرار بوضوح وبصورة يمكن التحقق منها. فالذكاء الاصطناعي "الصندوق الأسود" غير الشفاف يخاطر بفقدان ثقة المستخدم ونشر التحيز غير المقصود. هناك حاجة أيضًا إلى إجراء اختبارات يقظة لمنع التمييز الناشئ ضد مجموعات الباحثين المهمشة تاريخيًا بمرور الوقت حيث يتم تنقيح الأنظمة بشكل ديناميكي. يمكن أن يساعد التصميم العام للمشروع وممارسات المراجعة المستنيرة بمبادئ الإنصاف في تعظيم فوائد الذكاء الاصطناعي وتجنب الأضرار.

وفي حين أنه بعيد كل البعد عن الحلول محل الخبراء، إلا أن الذكاء الاصطناعي يبشر بالخير في دعم مراجعة الأقران من خلال توصيات قابلة للتفسير بشأن المهام الشائعة والمستهلكة للوقت. إذا تمت إدارته بضمير حي مع الإشراف، فقد يخفف من الضغوط المتزايدة على النظام دون المساس بوظائف ضمان الجودة الأساسية. وينبغي أن تكشف الدراسات الدقيقة التي تدمج مساعدة الذكاء الاصطناعي في تدفقات عمل المراجعة الحقيقية في المستقبل عن مدى قرب تحقيق مثل هذا النهج لتخفيف مسؤوليات مراجعة الأقران المهمة ولكن المرهقة بشكل متزايد.

المرجع (المراجع)

  1. Checco, A., Bracciale, L., L., Loreti, P. et al. مراجعة الأقران بمساعدة الذكاء الاصطناعي. Humanit Soc Sci Sci Commun 8, 25 (2021). https://doi.org/10.1057/s41599-020-00703-8

 

انقر على TAGS للاطلاع على المقالات ذات الصلة :

الذكاء الاصطناعي | مراجعة الأقران | الأبحاث | المجتمع |

نبذة عن الكاتب

  • ديلروان هيراث

    ديلروان هيراث هو طبيب بريطاني متخصص في الأمراض المعدية ومدير تنفيذي في مجال الأدوية الطبية ولديه خبرة تزيد عن 25 عامًا. بصفته طبيبًا، تخصص في الأمراض المعدية وعلم المناعة، وطور تركيزًا حازمًا على التأثير على الصحة العامة. طوال حياته المهنية، شغل الدكتور هيراث العديد من الأدوار القيادية الطبية العليا في شركات الأدوية العالمية الكبرى، وقاد التغييرات السريرية التحويلية وضمن الوصول إلى الأدوية المبتكرة. حاليًا، يعمل كعضو خبير في كلية الطب الصيدلاني في لجنة الأمراض المعدية ويواصل تقديم المشورة لشركات العلوم الحيوية. عندما لا يمارس الطب، يستمتع الدكتور هيراث برسم المناظر الطبيعية ورياضة السيارات وبرمجة الكمبيوتر وقضاء الوقت مع عائلته الصغيرة. يحافظ على اهتمامه الشديد بالعلوم والتكنولوجيا. وهو EIC ومؤسس DarkDrug.

ثبتها على بينتريست

دارك دارك دوغ

مجاناً
عرض